RESHAT-BDWOI on DeviantArthttps://www.deviantart.com/reshat-bdwoi/art/kon-faykon-306452448RESHAT-BDWOI

Deviation Actions

RESHAT-BDWOI's avatar

kon faykon

By
Published:
13.9K Views

Description

قوله تعالى : كن فيكون

قال الله تبارك وتعالى :﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾(آل عمران:59) ، فأخبر سبحانه أن مثل عيسى عند الله في الخلق والتكوين كمثل آدم .

ومن الشبهات التي تُثار حول الآية الكريمة قوله تعالى :﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ ؛ إذ كان وجه الكلام يقتضي أن يقال :( ؛كُنْ فَكان ﴾ لأن قوله تعالى للشيء :﴿ كُنْ ﴾ ، يقتضي أن يكون ذلك الشيء المكوَّن واقعًا في الحال عقِب التكوين ، دون مهلة أو تأخير . وإذا كان كذلك ، فكيف يصح أن يقال :﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ ؟

وقد اضطربت أقوال النحاة والمفسرين في الإجابة عن ذلك ، وذهب أكثرهم إلى القول بأن المراد بقوله تعالى :﴿ فَيَكُونُ ﴾ حكاية حال ماضية ، ولا قول هناك حقيقة ؛ وإنما ذلك على سبيل التمثيل ، وكناية عن سرعة الخلق والتمكن من إيجاد ما يريد تعالى إيجاده ؛ إذ المعدوم لا يمكن أن يؤمر ؛ ولهذا قالوا : أصل الكلام :( كُنْ ، فَكَانَ ) . وإنما عبَّر بصيغة المضارع دون صيغة الماضي ، بأن يقال : فَكَانَ ؛ لأن التعبير بالمضارع فيه تصوير وإحضار للصورة الواقعة في الذهن كما وقعت .

وهذا القول مبنيٌّ على أن ﴿ ثُمَّ ﴾ لترتيب الخبر ، وفي ذلك قال البغوي ما نصُّه :« فإن قيل : ما معنى قوله :﴿ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ ، ولا تكوين بعد الخلق ؟ قيل : معناه : خلقه ، ثم أخبركم : أني قلت له : كن فكان ، من غير ترتيب في الخلق ؛ كما يكون في الولادة ، وهو مثل قول الرجل : أعطيتك اليوم درهمًا ، ثم أعطيتك أمس درهمًا . أي : ثم أخبرك أني أعطيتك أمس درهمًا » .

ولكن هذا الذي أجابوا به خلافُ الظاهر ، يأباه نظم الكلام ومعناه ، وبيانه : أن قول الله تعالى للشيء ﴿ كُنْ ﴾ لا يقتضي وقوع ذلك الشيء في الحال ؛ إذ قد يكون الأمر موقوتًا بوقت ، أو يكون متعلقًا بأسباب لا بدَّ أن يقترن حدوثه بها . وهذه الأسباب لا متعلَّق لها بقدرة الله سبحانه ؛ وإنما مُتعلَّقُها بالشيء ذاته الذي دعته القدرة إلى الظهور ، والذي قضت حكمة الله تعالى ألَّا يظهر إلا بعد أن يستكمل أسبابه المقترنة به . وهذا ما يشير إليه قول الله تبارك وتعالى :﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾(يس: 82) . وذلك الشيء المراد معلومٌ قبل إيجاده ، وقبل توجيه هذا الخطاب إليه ، وبذلك كان مُقدَّرًا مَقضِيًّا ؛ فإن الله سبحانه يقول ، ويكتب ممَّا يعلمه ما شاء ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر :« إن الله قدَّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة » . وفي صحيح البخاري ، عن عمران بن حصين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :« كان الله ، ولم يكن شيء معه ، وكان عرشه على الماء ، وكتب في الذكر كل شيء ، ثم خلق السماوات والأرض » . وفي سنن أبي داود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :« أول ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب . قال : ما أكتب ؟ قال : ما هو كائن إلى يوم القيامة » .

إلى أمثال ذلك من النصوص التي تبيِّن- كما قال ابن تيمية- أن المخلوق قبل أن يخلَق ، كان مَعلومًا ، مُخْبَرًا عنه ، مَكتوبًا فيه شيء ، باعتبار وجوده العلمي الكلامي الكتابي ، وإن كانت حقيقته التي هي وجوده العيني ليس ثابتًا في الخارج ؛ بل هو عدمٌ مَحضٌ ، ونَفْيٌ صِرفٌ . وإذا كان كذلك ، كان الخطاب مُوَجَّهًا إلى من توجهت إليه الإرادة ، وتعلقت به القدرة ، وخُلِق ، ثم كُوِّن ؛ كما قال تعالى :﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾( النحل:40 ) . فالذي يُقال له :( كُنْ ﴾ هو الذي يُرادُ . وهو حين يُرادُ قبل أن يُخلَق له ثُبوتٌ وتَميُّزٌ في العلم والتقدير . ولولا ذلك ، لما تميَّز المُرَادُ المَخلوقُ من غيره .

فثبت بذلك أن الله عز وجل ، إذا أراد أن يْكوِّن شيئًا معلومًا لديه ، توجَّه سبحانه إلى ذلك الشيء بالخطاب بقوله :﴿ كُنْ ﴾ ، ﴿ فَيَكُونُ ﴾. أي : فيوجد ذلك الشيء المُكَوَّنُ عَقِبَ التكوين ، لا معه في الزمان ، ولا عقبه مباشرة ؛ ولهذا أتى سبحانه بصيغة المضارع مسبوقة بفاء التعقيب . وكونُ الفاء للتعقيب يُوجِبُ أن يكون الثاني عَقِبَ الأول لا معه في الزمان ، خلافًا لما قرَّره علماء التفسير . ويبيِّن لك ذلك أنه لو قيل :( كن ، فكان ) ، لكان الأمر والخلق واحدًا ، ولم يتدرج الخلْق ، ولجمد الكون على ما كان عليه منذ انبثاقه إلى الآن ، بلا توسع وتطور ، ولألغي مفهوم الزمن ؛ بل ولَمَا جاء خلق الإنسان متأخرًا في طريق هذا التكوين الذي يمضي بـ﴿ كُنْ ﴾ ، وما يزال ﴿ َيَكُونُ ﴾ ؛ ولهذا أتى سبحانه وتعالى بصيغة الاستقبال مسبوقة بفاء التعقيب ، وكونها للتعقيب يُوجِبُ أن يكون الثاني عَقِبَ الأول لا معه .

أما ﴿ ثُمَّ ﴾ فهي عاطفة ما بعدها على ما قبلها ، وهو قوله :﴿ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ﴾ ، وهي لترتيب المُخْبَر عنه ، لا لترتيب الخبَر ؛ لأن المعنى : ابتدأ خلقه بشرًا من جنس التراب ، ثم قال له :﴿ كُنْ ﴾ ، فدل على أن تكوينه بقوله تعالى :﴿ كُنْ ﴾ أرفع رتبة من قوله تعالى :﴿ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ﴾ الذي هو أسبق في الوجود . والتَّكوين المشار إليه بقوله :﴿ كُنْ ﴾ هو تكوينه على الصفة المقصودة ، بإيجاد الروح فيه ، ونقله من طور البشرية إلى طور الإنسانية ، وما بين الطورين فترة طويلة من الزمن ؛ ولهذا قال تعالى :﴿ فَيَكُونُ ﴾ .

بقي أن تعلم أن ( الفاء ) تفيد التعقيبَ ، والتسبيبَ . فلو قيل :( كن ، فكان ) ، لم تدلَّ الفاء إلا على التسبيب ، وأن القول سببٌ للكون . فلما قال الله عز وجل :﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ ، دلَّت الفاء مع التسبيب على استعقاب الكون للأمر . وهذا لا يعني استعقابه في الحال من غير مهلة ؛ لأن بناء المضارع لا يدل بصيغته على الحال ، إذا لم يوجد معه قرينة تقيده به ، وتقصره عليه ؛ وإلا فإنه يدل على الدوام والاستمرار بلا انقطاع ؛ لأنه موضوع لما هو كائن لم ينقطع . وهذا يعني- كما تقدم- أن آدم خُلِقَ بشرًا حيًّا ذا نفس ، ثم صيرته القدرة الربانية الخلاقة إنسانًا عاقلاً واعيًا بنفخ الروح فيه بعد تسويته ، بعد ذلك أمر الله سبحانه الملائكة أن يسجدوا له ، ولم يأمرهم قبل ذلك ، وهذا ما نصَّت عليه الآية الكريمة :﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾(ص: 71- 72)

وعلى هذا الذي ذكرناه يكون الترتيب في الآية الكريمة ترتيبًا زمانيًّا ؛ إذ بينَ خلق آدم بشرًا من تراب ، وجعله إنسانًا بتسويته وإيجاد الروح فيه زمن طويل . وبهذا يُعْلَم أنه لو قيل :( كن ، فكان ) ، لفسد معنى الكلام ، واختل نظمه .. والله تعالى أعلم !

بقلم : محمد إسماعيل عتوك
Image size
779x936px 879.63 KB
© 2012 - 2024 RESHAT-BDWOI
Comments12
Join the community to add your comment. Already a deviant? Log In
tariqm1032's avatar

Looking for calligrapher in Dubai? Your all options are listed here pertaining to crafting with royal style. Calligraphy is definitely an art fused in creating. To write down dancing alphabets is my passion and I love to work for you. My pen is my energy. How can we create frequent items nicely? This can be all calligrapher pen. i love to show you How to develop extraordinary writing which has a dip pen? crafting with Visible artwork. This is a talent of nib which adhere to your talent and it is must that you should place emotions Within this as well Tariq calligrapher artist is one of the experienced and creative calligrapher in dubai.